انتشر في الآونة الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُنكر دوران الأرض حول الشمس.
ويستعين مقطع الفيديو بمحاكاة لحركة الكواكب حول الشمس في نفس وقت تحرك
الشمس، وهو مقتطف من فيلم وثائقي أجنبي، ويربط هذه الحركة ببعض آيات القرآن
الكريم.
وقال الباحث الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، عضو سديم
الحجاز الفلكي، ملهم بن محمد هندي: إن "الحقيقة في دوران الأرض حول الشمس
هي حقيقة نسبية فالشخص الذي يعيش داخل المجموعة الشمسية يدرك أن دوران
الكواكب حول الشمس حقيقة تثبتها الأرصاد".
وأضاف: يُمثلها علماء الفلك للتبسيط عندما يتحرك باص وبه أطفال يدورون حول
مقعد مثلاً فجميع ركاب هذا الباص يدركون أن دوران الأطفال حول المقعد حقيقة
لا جدال فيها، ولكن من يرى الأطفال وهو خارج الباص سيرى أن الأطفال يدورن
بحركة تموجية كما أظهرها المقطع للكواكب.
وبيّن "هندي": "لعل رسم مسارات الكواكب جعل قدرة للمشاهد بتخيل الحركة
التموجية للكواكب، ولكن لو كان المقطع دون هذه المسارات للاحظنا أن الكواكب
تدور حول الشمس بشكل اعتيادي، لذلك هي حقيقة نسبية حسب موقع الراصد لهذه
الحركة، وذلك لأن المجموعة الشمسية ككل تتحرك في مدار حول مركز المجرة".
وأبدى الباحث الفلكي أسفه لاستخدام الكاتب تفسيراً خاطئاً لآيات القرآن؛
فقد استدل بآية: {أَلَمْ نَجْعَل الْأَرْض كِفَاتاً}، وذكر أن "كِفَاتا"
تعني أسرع وتقلب الطائر في حركته، وهذا غير صحيح لا في سياق الآية ولا
لغويا.
وأوضح أن "القرطبي" يقول في تفسير الآية {أَلَمْ نَجْعَل الْأَرْض
كِفَاتاً} أي "ضامة"؛ تضم الأحياء على ظهورها والأموات في بطنها، وهذا يدل
على وجوب مواراة الميت ودفنه، ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه.
ويَرد معناها في معجم "الصحاح" الكِفَاتُ: الموضع الذي يكفتُ فيه شيء أي
يضم كما في الحديث {اكفِتُوا صبيانكم بالليل فإن للشيطان خطفةً}، ومنه قوله
تعالى {ألم نجعل الأرض كِفاتا}.