استطاع المواطن جبران آل الزين القحطاني (100 عام) من سكان راحة سنحان بمركز الحرجة أن يحج 25 حجة عن نفسه وأقاربه، كما توكل لعدد من الأشخاص من نفس منطقته.
وحج "ابن الزين" أول عشر حجج سيراً على الأقدام أكثر من 800 كم عبر جبال الحجاز، مروراً بالطائف، كما استطاع "ابن الزين" أن يعاصر توسعات الحرم المكي المتتالية من عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
كما عاصر بدايات شركة "أرامكو"، حيث عمل بها أكثر من 3 سنوات قبل أن يتوفى شقيقه، ليعود إلى قريته لخدمة أهله.
ولاحظ "ابن الزين" التغيير الجذري للمواصلات والنقل في المملكة، فبعد أن
كان الحاج يقضي أكثر من شهر في رحلة الذهاب مشياً عبر جبال الحجاز، أصبح
بإمكانه أن يقطع المسافة جواً في ساعة.
يقول "ابن الزين": إن الرحلة إلى الحج في قديم الزمان كانت أمراً في غاية
الصعوبة، فكان من يريد الحج يستعد للرحلة مع بداية شهر ذي القعدة، ويبحث
عمن يريد الحج ويوزعون المهام فيما بينهم، على أن تبدأ الرحلة يوم 15 ذي
القعدة.
ويضيف "ابن الزين": يجتمع الحجاج في إحدى القرى ويؤمر أحدهم وتنطلق الرحلة
بعد صلاة فجر يوم 15 مع طرق القوافل عبر جبال الحجاز، ويتخلل الرحلة ثلاث
استراحات يومياً تنتهي بالمبيت في إحدى القرى حتى تنتهي بهم الرحلة في
الطائف، حيث يبقون فيه حتى اقتراب الحج ليتوجهوا إلى مكة المكرمة؛ لأداء
مناسكهم لتبدأ رحلة العودة التي لا تختلف عن رحلة الذهاب.
وأردف "ابن الزين" أن عودة الحجاج قديماً كان لها فرحة عند الأهالي،
فيجتمعون عند الحجاج لأخذ أخبار رحلة حجهم، وعن المصاعب التي تعرّضوا لها،
ويقيمون لهم عدة مناسبات في عدة منازل والحجاج بدورهم يجلبون معهم بعضاً من
الهدايا الرمزية لذويهم.
وعاصر "ابن الزين" جميع التوسعات التي شهدها الحرم المكي حتى انتهت
بالتوسعة الحالية الجبارة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن
عبدالعزيز -حفظه الله- ورعاه.
ووجّه "ابن الزين" نصيحة للشباب أن يحمدوا الله على ما أسبغ عليهم من نعمه
التي لا تُحصى، في ظل القيادة الرشيدة التي سهّلت كل الصعاب في سبيل
رفاهيتهم، فبعد أن كانت رحلة الحج بالأشهر أصبحت بالساعات ولله الحمد.
جبران آل الزين القحطاني
