الجمعة، 22 أغسطس 2014

المفتي آل الشيخ : السلام لإشعار المسلم بالأمن على نفسه وماله وعرضه

"المفتي": السلام لإشعار المسلم بالأمن على نفسه وماله وعرضه 

نبّه مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كِبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إلى أن إشعار المسلم بالأمن على نفسه وماله وعرضه هو حقيقة وجوهر تحية الإسلام "السلام".
 
وقال: "تحية السلام من الآداب التي جاء بها الإسلام، ورغّب فيها، ورتّب عليها الفضائل العظيمة، وقد اصطفاها الله لآدم عليه السلام وذريته من بعده".

وأضاف المفتي: "حقيقة السلام أن يُشعر المسلم أخاه المسلم بالأمان فيقول: (أنت مني في أمان على نفسك ومالك وعرضك)؛ فالسلام يحقق المودة والمحبة بين المسلمين، ويزيل الكِبر من النفوس، ويُشعر المسلم بأهمية إخوانه المسلمين، وأنه وإياهم سواء ولم يُفضّل عليهم بمال أو جاه أو علم أو منصب؛ ليذهب الكبر من النفوس وتتحقق المودة والمحبة".

واستدل المفتي -في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمنطقة قصر الحكم وسط مدينة الرياض- على سُنيّة تحية السلام التي ينبغي على المسلمين إحياؤها بقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، وقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً".

وقال المفتي: "عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس)".

وعدّد المفتي الفوائد العظيمة للسلام؛ مثل كونه سبباً لدخول الجنة، وسبباً للمحبة بين المسلمين، وبرَكة على الرجل وأهل بيته.

وتحدّث عن آداب السلام، بقوله: "كما ورد في التوجيه النبوي الشريف؛ يجب أن يسلّم الصغير على الكبير، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، وتكراره ثلاث مرات، وأن يكون سلامه عاماً لجميع المسلمين على مَن عرف ومن لا يعرف، وأن يكون السلام في القدوم والانصراف، والسلام في حال الدخول للأماكن الخالية".

واستدل بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}؛ داعياً إلى إحياء هذه السنة النبوية، والمحافظة عليها، وعدم البخل بها؛ فهي دعاء من المسلم لأخيه المسلم؛ فأنت تدعو له بالسلامة والعافية؛ فهي سنة مؤكدة.

واستنكر المفتي "آل الشيخ" تَحَوّل تحية بعض الناس عندما يتلاقون إلى اللعان والقذف والسباب، وقال: "المسلم طاهر وعفيف اللسان؛ حيث قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ" .

وحذّر المفتي من التكبّر على إفشاء السلام وترك هذه السنة أو تعطيلها، أو إطلاقها بكلمات أجنبية وبعبارات وافدة لا علاقة لها بديننا بداعي التحضر؛ فهو خلاف المشروع.

ودعا إلى المحافظة على هذه الشعيرة، وأن تؤدى باللفظ المشروع "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

الأوســـــمة