اعتبر الكاتب الصحفي خالد السليمان، قيام لصوص الأراضي ببناء المساجد على الأراضي الحكومية المسروقة؛ حتى تكون حائلاً للإزالة في محاولة منهم للتملك؛ إنما هم يمارسون الغش التجاري حتى في تجارتهم مع الله!
وفي مقاله "الغش في التجارة مع الله!" بصحيفة "عكاظ" يقول "السليمان": "مِن الحِيَل التي يلجأ لها لصوص الأراضي للاستيلاء على الأراضي الحكومية بناء المساجد حتى تكون حائلاً للإزالة في محاولة للتملك -حسب ما نسبته "عكاظ" أمس لمصدر مسؤول بلجان إزالة الأراضي والمخططات العشوائية!".
ويعلق "السليمان" قائلاً: "طبعاً، من الدناءة أصلاً أن يسرق الشخص شيئاً لا يملكه؛ لكن الدرك الأسفل من الدناءة أن تكون بيوت العبادة وسيلة لتحقيق ذلك!".
ويضيف الكاتب: "لكن التصريح ذكرني بقصة مواطن في منطقة جازان تَبَرّع قبل سنوات بقطعة أرض لوزارة الصحة في محافظته لتقيم عليها مستشفى حكومياً؛ ليفاجأ بأن السور امتد ليضم مساحة تزيد على المساحة التي تَبَرّع بها، وعندما نبّه إلى التعدي على أرضه، قوبل بالجحود والنكران وعومل أقسى معاملة، وكأنه سارق لا واهب؛ لولا تدخل وزير الصحة -وقتها- الدكتور حمد المانع لمحاولة إنصافه وتعويضه!.. يومها، بادرت الإدارة الصحية بالمنطقة لإنشاء مسجد على الأرض المستولى عليها؛ لمنعه من القيام بأية أعمال إزالة وتعقيد موقفه؛ فأصبح إحسانه مصدر حزن وقهر؛ بدلاً من أن يكون مصدر فرح وسرور!".
وينهي "السليمان" آسفاً وهو يقول: "المحزن في مثل هذه القضايا أن الدين والتدين يُتخذ جسراً للدنيا؛ بدلاً من أن يكون جسراً للآخرة، ترى أشخاصاً يتلبسون بلباس الورع ولا تكاد وجوههم تجف من مياه الوضوء، أجسادهم في المساجد وعقولهم خارجها، يمارسون الغش التجاري حتى في تجارتهم مع الله!".