سيطرت مشاعر الفرحة والانبهار على قلوب ألف من حجاج فلسطين لدى دخولهم مقر الإقامة الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكة، لا سيما وهم يشاهدون "الجرة المبخرة" التي يحملها الزمازمة لسقايتهم.
وكانت طقوس سقاية الحاج البسيطة في تكوينها العريقة في مدلولها، والتي لا تتعدى اللبس المكاوي الكامل السديري والكمر والعمة " ذات اللون البرتقالي المصفر مع الأبيض " والجرة المبخرة بالمستكة وطاسة إناء الشرب ويضرب "الزمزمي" الآنية النحاسية ببعضها وهو ينادي " زمزم " لتتعالى من حناجر الحجاج صيحات التكبير والتلبية في مشهد مهيب أنستهم أوجاع الحرب على فلسطين.
وقال الحاج علي محمد من قطاع غزة إنه تذوق ماء زمزم مرة واحدة قبل 58 عاماً عندما كان عمره سبع سنوات حيث أحضرت إحدى نساء القرية قارورة زمزم أثناء عودتها من الحج، وكانوا يتناوبون على زيارتها طوال اليوم لشرب أكواب صغيرة.
وأوضح أنه كان يحلم بالشرب مرة أخرى حتى تحقق الحلم، بفضل الله أولاً، ثم
بكرم خادم الحرمين، مشيراً إلى أنه يتلذذ الآن بالشرب من جانب البئر نفسه.
أما الحاجة "هانم" فقد قالت إنها تعاني من اعتلال في القناة الدمعية بعينها
اليسرى وقرر الأطباء في فلسطين قبل خمس سنوات إجراء عملية جراحية، ثم وقع
عليها الاختيار لأداء مناسك العمرة، ولما وصلت إلى الحرم المكي قامت بالمسح
على عينها وقراءة القرآن وفجأة توقف الدمع.
وذكرت أنها وعند عودتها إلى بلادها لإجراء العملية أخبرها الطبيب أنها قد
شفيت تماماً من هذه العلة وكذلك من صداع الرأس الذي لازمها لفترة طويلة من
الزمن.
هذا ويحرص نحو مليوني حاج موجودين حالياً في الأراضي المقدسة على شرب ماء
زمزم حتى الإشباع، اتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث يفضل
بعضهم صب هذا الماء على جسده والوضوء به، وهو يدعو الله بما في صدره، ويميل
آخرون إلى حمل كميات معهم إلى ديارهم عقب انتهاء أعمال الحج.