قررت معلمات لحج القلاع الابتدائية والمتوسطة للبنات مواصلة مشوارهن إلى مدرستهن أمس الاثنين سيراً، بعد أن علقت السيارة التي تقلُّهن بأحد المرتفعات بقطاع قيس الجبلي شرق محافظة العارضة بمنطقة جازان، الذي يعد من أخطر الطرق وأشدها وعورة، وكذلك تعد المدرسة آخر مدارس تعليم جازان المحاذية للحدود اليمنية.
وهذه مجموعة من الصور، التي
تُثبت معاناة معلمات مدرسة لحج القلاع بجبال قيس بالعارضة بشكل يومي أثناء
دوامهن وعودتهن من المدرسة.
وأظهرت الصور توقف السيارة التي تقوم بنقلهن
بموقع يدعى "الجملة"، وهو من المواقع الخطرة على طول الطريق الرابط بين قرى
جبال قيس الوعرة.
وأجبر هذا الوضع جميع المعلمات على النزول من السيارة، وإكمال مشوارهن إلى
مقر عملهن بالمدرسة مشياً على الأقدام، مسافة تصل إلى نصف كيلومتر تقريباً،
عبر مرتفع يصعب المشي به، ويتكون من الصخور والأشجار الصغيرة، بل يعتبر من
الأماكن الموحشة، ولكن حرص المعلمات على أداء واجبهن جعلهن يتغلبن على
الظروف والصعوبات التي يواجهنها، من أجل تقديم الخدمة التربوية لبناتهن
الطالبات في مدرسة لحج القلاع.
وأشارت المصادر إلى أن السيارة التي تنقل هؤلاء المعلمات تابعة لإدارة
تعليم جازان، وهي سيارة رسمية، والسبب في توقف سيارة معلمات لحج القلاع
بجبال قيس، التي علقت بإحدى المرتفعات الصخرية بها، يعود إلى تغيير السائق
بآخر ليس له خبرة في القيادة بمثل هذه الطرق الوعرة.
وفي المقابل، أثنى أولياء أمور طالبات لحج القلاع وسكان القطاع الجبلي
بجبال قيس في محافظة العارضة على معلمات مدرسة لحج القلاع اللاتي سجلن قصة
وفاء وهن يصررن على مواصلة المسير إلى المدرسة مشياً على أقدامهن، دون
إدراك منهن بمتاعب الطريق، وهذا يؤكد فعلاً أنهن يستشعرن المسؤولية
والأمانة في أداء واجبهن بعيداً عن كل الظروف المحيطة بهن، ومنها مساوئ
الطريق وبُعد المسافة.