أكد المواطن الستيني المعاق عبدالله بن سعد نمشان السهلي، أن اثنين من مستشفيات الطائف رفضتا استقباله وطردتاه وأهملتا وضعه الصحي، كاشفاً أن حالته الصحية في تدهور مستمر، وأنه يتنقل حالياً على عربة في شوارع المحافظة، وينام عليها وكأنها سريره الدائم على أرصفة الشوارع، مبيناً أنه لا يرغب سوى في أن تتولاه دار الرعاية الاجتماعية "المسنين"، أو مركز للتأهيل الشامل.
المسن، مربي الأجيال سابقاً "عبدالله بن سعد بن نمشان السهلي"، والبالغ من العمر 64 عاماً، كان والده من رجال الملك عبدالعزيز، وخدمَ هو كمعلم لمادة "اللغة الإنجليزية" لمدة 33 عاماً قبل أن يتقاعد لظروفه الصحية، بعد أن داهمته الأمراض وأبرزها السكر والضغط والقلب وهشاشة العظام، وغيرها بسبب الخسائر التي تكبدها في الأسهم، وكان يراجع مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف ولم يجد فائدة، وطلب منهم إحالته لأحد المستشفيات بالرياض، ولكن لا مجيب لمطلبه.
يقول السهلي، الذي التقينا به في شارع القمرية بالطائف، حيث كانَ يقيم على
سيارته بأحد الأرصفة: "كانوا يتابعون حالتي عن طريق الطب المنزلي، حيث
يحضرون ويعطونني الأدوية، وأمضيت فترة على تلك الحال، ووقتها كنت شبه مقعد،
وفي يومٍ من الأيام بعد خروجي من المنزل أحسست بأشياء غريبة في قدمي،
حينها بدأت الصراخ للاستنجاد، وحضر إسعاف الهلال الأحمر، وتم نقلي لمستشفى
الملك عبدالعزيز التخصصي، وهناك أخبروني بأني تعرضت لجلطتين واضحتين لديهم،
وأنهم سيعالجونني".
وأردف: "لكن وقتها حضر طبيب سوداني، إن كان غلط الله لا يسامحه، وعارضهم
وقال إن المريض ليس لديه جلطات، فقط أعطوه إبراً، وبالفعل زادوا عليّ من
الإبر، حتى انتفخت قدماي، ولم أستطع التحرك، ومن يومها أصبحت معاقاً".
وشكا السهلي من عدم وجود مرافق معه، وأن أحد أبنائه "عاق"، ولا يهتم به ولا
يراعيه إطلاقاً، وقال: "أمضيت قرابة 25 يوماً بالمستشفى، حيث وجدت الأذى
من الممرضات اللاتي يسيطرن على العمل بداخله وكأنهن الآمرات والناهيات، وكل
يوم من تلك الفترة يطلعون لي بعلة ومرض، حتى حضرَ طبيب الأعصاب، وأخبرني
بحاجتي لعلاج طبيعي خارج المملكة بالصين أو ماليزيا أو إندونيسيا".
وتابع: "حينها طلبت منهم أن يساعدوني على ذلك، وأخبرني الطبيب أنه سيفعل
ذلك، وطلبوا مني أشعة رنين مغناطيسي، وعند وصولي لهم من أجل عملها رفضوا،
وقالوا: أنت متعب ولا تستطيع أن تمد رجليك، وصدرك متعب جداً، ارجع غرفتك
أنت لا تتحمل الأشعة، بعدها طلبوا مني الهوية بحجة إحالتي لمدينة الملك
عبدالله الطبية بمكة المكرمة، ولم يتم ذلك!".
وأضاف: "حاولوا منعي الخروج من غرفتي بعد أن ظهرت جروح كثيرة بسبب بقائي
على السرير، وحاولت إفهامهم ذلك ولكن لم يستجيبوا لي، وفي اليوم الثاني
تفاجأت بأنهم يبلغوني بالقول: خلاص أنت خروج!".
وأوضح أنه راجع مدير المستشفى وأكد ذلك، وتابع: "بالفعل خرجت ورجعت لشقة
مفروشة مستأجرة، ولكن لم أكن متحملاً ما بي من أمراض وآلام، ولم يكن معي
أحد، حينها استنجدت بالشرطة، وحضرت وتولوا إحضار إسعاف، وتم نقلي مرة ثانية
لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي، وأمضيت فيه قرابة سبعة أيام، وبعدها
أخرجوني".
وقال السهلي: "لن أنسى موقف الشباب الذين لا يعرفوني ولا أعرفهم عندما
دخلوا علي ونظروا لحالتي وما بي من إهمال وحنوا علي، هم أبناء بلدي وأتشرف
بهم، وتولوا غسلي ونظافتي واهتموا بي، حتى أعادوني لغرفتي دون أن يقوم بهذا
العمل من اؤتمن عليه".
وأشار إلى أن الممرضات كن يعطينه جرعات لمنع خروج البلغم من آثار الكحة؛ ما
زاد من خطورتها، كما يمنعون عنه الكثير من الأدوية، وكن يحاولن التخلص منه
وإخراجه من المستشفى.
وقال: "ماذا أفعل؟! هذا أمر لا يرضي الله ولا رسوله.. انقلوا معاناتي..
والله والله مظلوم ومستعد لمقابلة لجنة لتقصي الحقائق وأبلغهم بكل شيء
فإجاباتي جاهزة، أنا لا أستطيع التحمل، أرغب في أن أكون بدار العجزة أو
مركز التأهيل الشامل بالطائف، فأنا وحدي ولا أحد يخدمني، ولا أستطيع السكن
بمفردي".
وواصل حديثه: "دائماً ما تحضر لي الشرطة ويأخذونني، ثم يطلقونني أو
يعيدونني مرة أخرى للمستشفى، حتى أكدوا لي أنهم لا يستطيعون خدمتي بعد أن
خاطبوا مركز التأهيل الشامل ورفض حالتي، كذلك دار العجزة يؤكدون عدم وجود
سرير شاغر".
وواصل مناشدته للمسؤولين والجهات المختصة بعلاجه في إندونيسيا؛ كون العلاج
المناسب له وهو العلاج الطبيعي، متوفر لديهم هناك، أو ما يسمى بـ "الطب
البديل".
ويمكن التواصل مع الحالة على جوال 0544797765.
وفي ختام لقائه بكى "السهلي" بكاء شديداً، وأكد أنه مظلوم ولا أحد
معه لخدمته، وينتظر المساعدة والعلاج حتى لا يبقى ساكناً أرصفة الشوارع
بعد تخلي المستشفيات عنه والمراكز المتخصصة ودار العجزة.