أوضح الخبير الجوي والباحث في علوم الطقس سلمان الفارسي، الملامح المناخية لفصل الخريف، أنها وإن اختلفت مواقيت دخول فصل الخريف بين منطقة وأخرى وبين مختصين وعامة، فإن أنظمة الغلاف الجوي لا تهبط في التو واللحظة، وإنما تسير رويداً رويداً، وبتدرَّج دقيق يشير لقدرة الخالق جلّ في علاه.
وبيّن أنه في هذه الأيام وفي شهر سبتمبر على وجه الخصوص، نعيش التدرج المناخي لخروج فصل الصيف ودخول فصل الخريف، بسبب تدرج الشمس في حركتها الظاهرية من آخر نقطة وصلتها صيفاً فوق مدار السرطان الذي يقطع الجزيرة العربية مع نصفها، وهي تغادر منذ 21 يونيو صوب الجنوب لتتعامد على خط الاستواء يوم 23 سبتمبر المقبل معلنة تساوي النهار مع الليل ولتنطلق رحلة زيادة الليل ونقصان النهار.
وأضاف: ومن سمات مناخ فصل الخريف في الجزيرة العربية أنه يشهد انسحاب
منخفض الهند الموسمي ويشهد فترة تقلبات ونشاط في الرياح السطحية وتتلطف
فيها درجات الحرارة ليلاً بشكلٍ ملحوظ خصوصاً على المناطق الشمالية ويليها
المناطق الوسطى.
وتابع: تعتمد الهطولات المطرية لفصل الخريف على توغلات منخفض البحر الأحمر
بسبب النشاطات العلوية في العروض الوسطى، حيث يقوم بجلب تيارات رطبة تستفيد
منها غالباً مرتفعات غرب الجزيرة وجنوب غربها بتكونات مميّزة.
وفي هذه الفترة لا تتعمق المنخفضات العلوية الباردة في الغالب إلى داخل
الجزيرة العربية، وينحصر تأثيرها على المناطق الشمالية والمناطق الشمالية
الغربية بحسب تعمق الموجات العلوية، وتلك المناطق تستفيد من تلاقح التيارات
الباردة العلوية مع التيارات المدارية الرطبة والدافئة وخصوصاً في طبقات
بناء السحب.
وقال إن هذا النمط يتطور شيئاً فشيئاً مع تقدم الخريف، ومع نهايات أكتوبر
وبدايات شهر نوفمبر ومع ابتعاد الشمس جنوباً يبلغ النظام أوجه ترافقاً مع
تمدد التيار النفاث جنوباً نحو العروض الوسطى ما يسمح للتيارات الباردة
الناتجة من المنخفضات العلوية والموجات القصيرة من التوغل أكثر إلى الجزيرة
العربية.
وواصل: وكذلك يبدأ نشاط الجبهات السطحية الباردة، وهذا النظام يستفيد منه
كثير من مناطق المملكة بسبب جودة الفوارق الحرارية الرأسية آنذاك وسهولة
تمدد التيارات الجنوبية الرطبة قبل بناء المرتفعات السطحية الجافة مع تعمق
الشتاء.
فكثير من مناطق المملكة تسجل أعلى كمياتها السنوية من المطر في هذا الشهر
وهو مركز فترة الوسم، وعلى سبيل المثال تسجل جدة ومكة والمدينة وحائل أعلى
كمياتها السنوية في نوفمبر حسب إحصائيات منظمة الأرصاد العالمية.
وأردف: وتسجل القصيم في نوفمبر كميات تقارب أشهر المراويح، وهو شهر جيد على
المنطقة الشرقية كذلك، بينما منطقة الرياض لا تحظى في هذا الشهر بنسب
كبيرة وإن كان يشهد هطولاً مطرياً في الغالب. ووضع الرياض ينطبق تقريباً
على جنوب وجنوب غرب المملكة الباحة وأبها ونجران وغيرها وهذه المناطق عادة
لا تحصل على نسبها السنوية من المطر في فصل الخريف.